القائد العظيم دائما يكون حاضراً.. هكذا تحقق ذلك الحضور
أن تكون قائداً عظيماً عليك أن تتميز بالكثير من الصفات الاستثنائية التي لا يتميز بها سوى فئة قليلة من البشر، تلك الفئة التي استطاعت أن توظف تلك الصفات لتحقق تلك النجاحات علي المستوى العملي والاجتماعي.
ولعل الحضور من أهم الصفات التي يتميز بها القائد العظيم، فيجب أن تثبت وجودك الدائم وحضورك المستمر، ولكن كيف تحقق ذلك الأمر بكل سهولة؟ هذا ما سنعرضه لكم فيما يلي:
كن حاضراً في كل لحظة
كما هو الحال مع جميع المديرين التنفيذيين، دومينيك بارتون، المدير العام العالمي لشركة ماكينزي وشركاه، لديه جدول يوم مكتظ بالاجتماعات المتتالية، وجميع هذه الاجتماعات هامة، وتشمل جميعها معلومات معقدة، وتتطلب معظمها قرارات بعيدة المدى، وفي ظل هذه الظروف، الحضور لبارتون ليس اختياراً بل هو ضرورة.
فيقول بارتون: "عندما أكون مع الناس خلال النهار، فأنا أبذل قصارى جهدي لأكون على قدر كبير من التركيز، وأن أكون حاضراً معهم، فجزء من هذا مهم؛ حتى أتمكن من الحصول على الطاقة من وجودي وسط الناس. ولكن الجزء الآخر هو لأنه إذا كنت لا أمتلك قدراً من التركيز، أما إذا كنت غير موجود، فإن ذلك يبث مشاعر عدم العزيمة للآخرين، كما أنهم يفقدون الحافز للعمل والحديث معك".
فالشخص الذي أمامك لا يعرف ما كنت تتعامل معه منذ لحظة، ولا ينبغي لهم أن يعرفوا ذلك، فمن مسؤوليتك أن تتفاعل معهم، وتكون حاضرًا بشكل كامل لاستخدام فعال للوقت المحدود الذي تتحدثان فيه معاً.
يعتقد بارتون أنه أن تكون حاضراً يتطلب أن تتسم بالانضباط وامتلاك المهارة؛ حتى تتمكن من الحصول على أقصى استفادة من كل لحظة مع كل شخص.
وضع خطة للحضور والتواجد
في العقد الذي شغله منصب الرئيس التنفيذي لشركة كامبل سوب، وضع دوغ كونانت طقوساً للاتصال البدني والنفسي مع جميع العاملين على جميع المستويات في الشركة، والتي أطلق عليها اسم نقاط الاتصال.
ففي كل صباح، خصص كونانت فترة مناسبة من وقته للتجول في أنحاء الشركة، وتحية العاملين فيها، والتعرف علي العاملين الجدد، فقد كان يحفظ أسماءهم وأسماء أفراد أسرهم، كما كتب بخط اليد رسائل الامتنان للاعتراف بالجهود الاستثنائية، وعندما كان أحد العاملين في الشركة يواجه أوقاتاً صعبة، فكان يكتب لهم رسائل شخصية للتشجيع، وأثناء فترة ولايته، أرسل أكثر من 000, 30 رسالة من هذا القبيل.
الاستماع بعقل متفتح
غابرييل طومسون، نائب الرئيس الأول في سيسكو، وجد أنه عندما يأتي موظف له مع تحدٍّ صعب أو مشكلة كبيرة، فإنه في كثير من الأحيان، لا بد من سماع المشكلة. "العديد من الحالات ببساطة تحتاج إلى الأذن، وليس العمل، في كثير من الأحيان، المشاكل لا تحتاج إلى حلول - إنهم بحاجة إلى الحضور والوقت"، فكونك قائداً يجب أن تكون على دراية كامله من أن وجود القدرة على أن تكون حاضراً تماماً والاستماع بعقل مفتوح هو في كثير من الأحيان أقوى وسيلة لحل القضايا.
الوجود المتجسد
وأوضح لورين شوستر، مدير شئون العاملين في مجموعة ليغو، أنه عندما يكون لديه الكثير من الاجتماعات أو العروض الهامة للغاية، فإنه يأخذ خمس دقائق يتمدد فيها على الأرض، وذلك لاستعادة توازنه مره أخرى والشعو بكافة حواسه، كما أنه يشعر بأنه يعيد الحياة مرة أخرى لكل خلايا جسده، وكما أوضح شوستر، "عندما لا تكون مرتكزا إلى الأض، عندما لا تكون متصلاً بجسمك والبيئة المحيطة بك، لن يكون لديك إحساس قوي بالاتجاه أو الهدف، فإن تقنية العودة إلى الأرض تساعدني على مسح ذهني، وإعادة شحن طاقتي، وتعزيز الغرائز لدي، وتهدئة عواطفي".
بعد هذه الدقائق الخمسة، يسير شوتسر بطريقة مختلفة يتحدث بطريقة مختلفة باستقرار أكبر وباتزان أعمق، وقوة أكبر، ولكل فإنه قادر على أن يكون أكثر حضورا بشكل كامل عقليا وجسديا مع من حوله، فتلك الحيلة تجعله في الغرفة مثل الصخرة الضخمة.
تعليقات