مهارات القيادة: كيف تصبح قائدًا ناجحًا؟
تعد مهارات القيادة ضرورية في جميع جوانب عملك وحياتك المهنية، بدايةً من رحلة البحث عن الوظيفة الملائمة وانتهاءًا بمحاولة التطور الوظيفي. لذلك، فإن أصحاب الأعمال يبحثون جيدًا عمن يمتلكون مهارات القيادة، ليكونوا خلفاء لهم في العمل ويمكن الاعتماد عليهم في تولي زمام الأمور في الأوقات الحرجة.
فما هي مهارات القيادة وكيف يمكن اكتسابها وتطويرها؟
جدول المحتويات:
ما هي مهارات القيادة؟ وما أهميتها؟
أنواع مهارات القيادة التي يحتاجها القائد الناجح
أنواع أساليب القيادة
كيف تحدد أسلوب القيادة المناسب لك؟
طرق لتطوير مهارات القيادة
ما هي مهارات القيادة؟
وما أهميتها؟
يمكن تعريف مهارات القيادة Leadership Skills على أنها مجموعة من المهارات التي تشمل القدرة على الإشراف وتنظيم العمليات وتوجيه وتحفيز الأشخاص نحو تحقيق الأهداف سواء كانت فردية أم جماعية.
تشمل مهارات القيادة مهارات التواصل والإقناع والتفاوض، والإدارة والتخطيط والابتكار. وتعد عاملًا هامًا لا بد أن يمتلكه المديرون والرؤساء وأصحاب الأعمال وغيرهم ممن يشغلون منصب قياديًا ليتمكنوا من اتخاذ القرارات الصحيحة وإدارة الموارد بفعالية لتحقيق الأهداف.
لكن ما أهمية مهارات القيادة؟
أولًا: تحديد الأهداف
يمتلك القائد تخيل ورؤية أوضح لأهداف الفريق وما الذي يتوجب فعله وكيف لتحقيق تلك الأهداف. ولا يقوم القائد بتوجيه رؤية المؤسسة فحسب، بل ينقلها ويشرحها للآخرين لتحفيزهم ودعمهم للقيام بمهامهم بشكل صحيح. وكذلك، يوفر القائد البيئة المناسبة لموظفيه لمساعدتهم على الأداء بأفضل ما لديهم.
ثانيًا: القيادة الفعالة وتحفيز الجهود الجماعية
من خلال ممارسة القيادة الناجحة، يمكن للمدير التأثير على أي مجموعة من الأشخاص لإتمام العمل وإنجازه على أكمل وجه. إذ يعمل المدير على توطيد العلاقات بين الأفراد داخل فريقه فيرتقي بالفريق إلى مستوى أفضل من الأداء.
يمكن تشبيه القائد بمدرب الفريق، فهو من يوزع المهام على الموظفين ويضعهم في المواضع الملائمة أكثر لقدراتهم تمامًا كما يرسم المدرب خطة ويقرر تشكيلة اللاعبين للمباراة. وبمعرفة نقاط القوة لدى كل موظف واستثمارها في المكان الصحيح، سيحقق الفريق أفضل النتائج.
ثالثًا: غرس القيم
يستطيع القائد الناجح أن يغرس أخلاقيات العمل والمباديء التي تتبعها المؤسسة داخل موظفيه من خلال كونه قدوة ومثالًا يحتذى به بقيامه بالتصرف الجيد المستقيم أمامهم. قد تكون تلك القيم متمثلة مثلًا في تحمل المسؤولية، الانضباط، والأمانة والتي تجعل من المؤسسة مكانًا أفضل للعمل.
رابعًا: تقويم السُلطة
السلطة بدون مهارات قيادة هي كالحصان الجامح عندما تفقد السيطرة عليه تخرج الأمور عن السيطرة، باستخدام السلطة المطلقة وحدها دون قيادة يأمر المدير وينهي كيفما يحلو له دون ضوابط أو توجيه لتلك الأوامر. لا يمكن للسلطة وحدها أن تخلق المبادرة إلى العمل. لكن القيادة الحكيمة تؤدي إلى الحصول على النتائج الملموسة لمجهودات الأشخاص نتيجة التأثير عليهم.
خامسًا: تقديم أفضل أداء والحصول على أعلى النتائج
بدون قيادة فعالة للكيفية التي يتم بها إنجاز المهام والأعمال أو تنظيم جهود العاملين ووضعها في مكانها الصحيح، فإن أفضل الخطط الاستراتيجية والتنظيمية لتحقيق أهداف العمل مجرد كلمات حتى يقود المدير عمليات تنفيذ تلك الخطط. إذ تمكنه مهاراته القيادية من توزيع أعباء العمل بكفاءة على الموظفين بما يتناسب مع قدرات كل واحد منهم فيحصل على الأداء والنتائج الأفضل.
أنواع مهارات القيادة التي يحتاجها القائد الناجح
هناك عدد من مجالات مهارات القيادة التي يجب على أي قائد ناجح أن يمتلكها لكي يتمكن من إدارة المؤسسة نحو النجاح، منها:
1. مهارات التفكير الاستراتيجي
تعد مهارات التفكير الاستراتيجي أحد أهم المهارات التي يحتاجها القائد الناجح، فالقدرة على التفكير بشكل استراتيجي وهي ما تميز القائد عن المدير. والمقصود بالتفكير الاستراتيجي هو أن تكون لديك رؤية عن المكان أو الهدف الذي ترغب في الوصول إليه وتعمل بجد من أجل تحقيق ذلك.
يقوم التفكير الاستراتيجي الجيد على جمع وتحليل المعلومات. لا يتعلق الأمر بالأرقام فحسب، بل يجب أن يكون القائد على معرفة وفهم جيد لسوق العمل وطبيعة العملاء. يتم استخدام هذه المعلومات في صنع القرارات الإستراتيجية الحاسمة.
يرى المفكرين الاستراتيجيين الصورة الكاملة ولا يتشتت انتباههم بالتفاصيل الصغيرة. وغالبًا ما تأتي قراراتهم من إجابتهم على سؤال “هل من شأن هذا أن يساعدني على التقدم نحو الهدف الذي أسعى إليه؟”. يجب أن يكونوا أيضًا قادرين على إيصال فكرتهم ورؤيتهم بفعالية إلى الموظفين ليتبنوا تلك الرؤية أيضًا ويعملوا وفقًا لها. ومن هنا تأتي أهمية امتلاك القادة لمهارات التواصل.
2. مهارات التواصل
لا تقتصر تلك المهارات على القادة أو المدراء فحسب، بل هي مهارات شخصية عامة مهمة للجميع. تشمل مهارات التواصل الاستماع الجيد، والقدرة على بناء علاقات قوية بشكل سريع وفعال، إعطاء الملاحظات البناءة بخصوص أداء الموظفين، التحدث في الاجتماعات والمؤتمرات بثقة والقدرة على إيصال المعلومة بسهولة.
تخلق مهارات التواصل القوية هالة من الكاريزما والجاذبية حول الشخص وتجعل الناس يرغبون في الاقتراب منه واتباعه وهذا ما يبحث عنه القادة والمدراء.
3. مهارات التخطيط والتنظيم
بدون خطة منظمة ومحكمة، فإن الرؤية التي يمتلكها القائد لن يمكن تحويلها إلى واقع حقيقي. لذلك، فإن مهارات التخطيط والتنظيم لا تقل أهمية عن مهارات التفكير الاستراتيجي، بل يمكن اعتبارهم مهارات تكاملية يعملان جنبًا إلى جنب. تعد الإدارة الجيدة للمخاطر مهمة أيضًا أثناء التخطيط لتجنب حدوث الأخطاء والتمكن من التعامل معها عند حدوثها.
ومن أجل دعم مهارات التخطيط والتنظيم، يجب أن يكون القائد أيضًا قادرًا على اتخاذ قرارات جيدة ليتمكن من تنفيذ الخطط التي وضعها بفعالية.
4. مهارات إدارة الموظفين
يحتاج القادة إلى مهارات العمل مع الآخرين على أساس فردي وجماعي. فمثلًا، يجب على القادة أن يشجعوا موظفيهم لتقديم أفضل أداء وظيفي من خلال خلق بيئة عمل إيجابية تحفيزية. يجب على القادة أيضًا فهم كيفية بناء وإدارة فريق عمل مثالي.
ذلك من خلال فهم ومعرفة كيفية توظيف الكفاءات المناسبة لتعمل مع بعضها البعض بانسجام وتناغم من خلال دراسة المرشحين جيدًا أثناء مقابلات العمل ومعرفة نقاط قوتهم وضعفهم. تساعد معرفة نقاط الضعف والقوة لأعضاء الفريق القائد على وضع كل موظف في مكانه الصحيح الذي يلائم قدراته مع تقديم التدريبات اللازمة لتحسين نقاط الضعف لديه.
5. مهارات التغيير والابتكار
الإبداع أمر مطلوب في شتى مجالات العمل، فمع التطور العلمي والتكنولوجي الذي يحدث بسرعة البرق لا بد أن تتطور المؤسسات وتحدث نفسها لتستوعب تلك التغييرات لكي لا تتخلف عن مثيلاتها من الشركات. يجب أن يكون القائد الناجح قادرًا على متابعة تلك التغييرات في مجال عمل مؤسسته واستيعابها لكي يقوم بتطبيقها في المؤسسة. كما أنه يعرف كيفية التفكير والقيام بأمور مبتكرة ويحفز موظفيه على الإبداع والابتكار ويشاركهم في التفكير.
6. مهارات التأثير والإقناع
يمتلك القادة الناجحين القدرة على إقناع الآخرين والتأثير عليهم وعلى أفكارهم. ولكي يتمكنوا من ذلك فهم بحاجة أولًا إلى خلق نوع من التواصل مع الآخرين وفهمهم بالشكل الكافي كما لو أنهم يجلسون داخل عقول الآخرين ويسمعون أفكارهم ويفهمون كيف يفكرون.
أنواع أساليب القيادة
يرى أصحاب الأعمال أن مهارات القيادة المقياس الأكثر دقة لقدرة الشخص على النجاح في الدور الوظيفي من عدمه. قد تستخدم العديد من الطرق والأساليب لتعمل على تطوير مهارات القيادة الخاصة بك من أجل تحقيق أهداف المنظمة بأكبر فاعلية ممكنة. سيساعدك التعرف على أنواع القيادة على تحسين أسلوبك في القيادة وتحديد طرق القيادة التي تخدم أهدافك الحالية بأفضل شكل ممكن:
أولًا: أسلوب التدريب Coaching style
المدرب هو الشخص الذي يمكنه تمييز نقاط القوة والضعف الخاصة بأعضاء فريقه وما يحفزهم وما يثبط من عزيمتهم، ووفقًا لتلك الرؤية، فإنه يساعد كل عضو على التغلب على ضعفه ويعلمه الاستفادة من قوته بأقصى قدر ممكن. يتميز القادة الذين يعتمدون على هذا الأسلوب بقدرتهم على وضع وتحديد أهداف العمل وخلق بيئة عمل إيجابية ومحفزة وفرض توقعات واضحة عن المسار الذي يجب اتخاذه.
يعد أسلوب التدريب أحد أكثر الأساليب فائدة للمنظمات والموظفين الذين يعملون بها. ومع ذلك، قليلًا ما يعتمد عليه المدراء عند قيادة لأنه يستغرق الكثير من الوقت لتنفيذه مقارنة بأساليب القيادة الأخرى. قد يلائمك استخدام أسلوب التدريب إذا كنت:
تقدم الدعم الإداري والنفسي اللازم للموظفين متى واجهتهم أي مشاكل.
توجه موظفيك وتعلمهم كيفية القيام بالأمور بدلاً من مجرد الأمر والنهي.
تحرص على تطوير وتحسين مهارات موظفيك وتنتهج نهج التعليم المستمر.
توازن بين مشاركة المعرفة مع الآخرين وبين مساعدتهم في البحث عن الإجابة بأنفسهم.
المزايا: يعزز أسلوب التدريب تطوير المهارات الحالية ويشجع على اكتساب مهارات جديدة.
كما يتبنى ثقافة التفكير الحر التي تنظر إلى أهداف الشركة من زوايا مختلفة وتعيد صياغتها بما يعود على مزيد من النفع على الشركة.
العيوب: يتضمن تطبيق هذا الأسلوب التواصل الدائم مع الموظفين وإرشادهم وتوجيههم لتنفيذ مهام العمل بشكل صحيح وذلك من خلال لقاء ومقابلة الموظفين بشكل فردي والتعرف على نقاط الضعف والقوة ومراقبة عملهم وتقييمهم والعمل على تحسين مهاراتهم.
ولذلك يستغرق تنفيذه الكثير من الوقت ولا يلائم بيئة العمل التي تعتمد على المواعيد النهائية قصيرة الأجل.
مثال: يجمع مدير المبيعات فريقه لمناقشة أداء العمل والنتائج خلال الربع المنصرم. ويتم تحليل أداء الفريق وتقديم تقرير تقييم لنقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات الخاصة بالأداء.
وفي ختام الاجتماع، يثني على الموظفين أصحاب الأداء الأفضل ويشجع باقي الفريق ليصلوا إلى مستواهم، ثم يضع أهداف الفترة القادمة والخطة لتحقيقها.
ثانيًا: أسلوب البصيرة Visionary style
يتمتع القادة ذوو البصيرة النافذة بقدرة عالية على رفع مستوى الأداء والإنجاز في العمل ومنح الموظفين أفكار جديدة وتحفيزهم على الابتكار.
يعد هذا الأسلوب ملائمًا للشركات الصغيرة ذات معدل النمو السريع أو المؤسسات الكبيرة التي تمر بكثير من التغيرات والتحولات خلال فترة زمنية قصيرة. قد تكون قائدًا يتمتع ببصيرة ثاقبة إذا كنت تمتلك الصفات التالية:
على استعداد دائم للمخاطرة والخروج عن طريقك المعتاد إذا كان ذلك سيحقق هدفك بطريقة أفضل.
لديك القدرة على وضع الخطط الاستراتيجية.
تفكر دائمًا خارج الصندوق بطريقة إبداعية.
تشجع الآخرين وتكون مصدر للإلهام لهم.
المزايا: يساعد هذا الأسلوب المؤسسات على النمو بشكل أفضل وأسرع وتحسين تقنيات العمل القديمة أو تطوير واحدة جديدة.
العيوب: قد لا ينتبه القادة الذين يتبعون هذا الأسلوب إلى بعض التفاصيل المهمة لأنهم يضعون جل تركيزهم على المجمل أو الصورة ككل.
كما أنهم يميلون إلى انتهاج نهج مختلف حينما يتعلق الأمر بحل مشاكل العمل بسبب رؤيتهم المستقبلية مما يستغرق الكثير من الوقت لحل المشكلة.
مثال: عندما ينشأ معلم مدرسة مجموعة تتكون من زملائه المعلمين الذين يريدون مساعدة الطلاب في حل المشاكل التي يواجهونها خارج أسوار المدرسة لكي يكونوا قادرين على التركيز بشكل أفضل على النجاح. عندما يجتمع هؤلاء المدرسون معًا، فإنهم سيبتكرون طرقًا جديدة لمساعدة الطلاب بطريقة سريعة وفعالة.
ثالثًا: أسلوب الخدمة Servant style
يتبنى هذا الأسلوب فكر “تأتي مصلحة الأشخاص أولًا” إذ يؤمن القادة الذين يستخدمون هذا الأسلوب بأن شعور الموظفين بالرضا والراحة في وظائفهم من شأنه أن ينعكس بالإيجاب على أدائهم ومستوى إنتاجيتهم.
يعد هذا الأسلوب ملائم لجميع المنظمات باختلاف حجمها أو مجال عملها، لكنه شائع الاستخدام بكثرة في المؤسسات غير الربحية.
قد يلائمك استخدام أسلوب الخدمة إذا كنت تمتلك مهارات القيادة التالية:
تحفز أعضاء فريق للعمل بشكل إيجابي دائمًا وتميل لأخذ المبادرة.
تمتلك مهارات تواصل جيدة مع الآخرين.
تهتم بأعضاء فريقك بشكل خاص، وتسعي لتطوير مهاراتهم دائمًا.
المزايا: يساعد هذا الأسلوب على تعزيز مهارات وقدرات الموظفين والرفع من مستوى رضاهم الوظيفي مما يجعلهم أولياء للمنظمة ويعملون بجد لأجل الحفاظ على سمعتها.
العيوب: مع سعي القادة إلى إرضاء الموظفين دائمًا فإنهم يفقدون القدرة على الحكم بشكل صحيح ويكون من الصعب اتخاذ أي موقف أو إجراء حازم ضد الموظفين في حالة حدوث أي مشكلة.
مثال: عندما يقيم المدير اجتماعات شهرية مع كل موظف على حدى ممن لديهم أفكار أو مقترحات لتحسين وتطوير منتج الشركة أو لديهم حتى أي أسئلة أو مشاكل بالعمل يودون الحديث عنها.
رابعًا: الأسلوب الأوتوقراطي Autocratic style
يُعرف أيضًا باسم “الأسلوب الاستبدادي”، فالأشخاص الذين يعتمدون هذا الأسلوب يركزون بشكل خاص على أداء العمل والنتائج. وفي أغلب الأحيان، يتخذون القرارات بأنفسهم أو مع مجموعة محدودة من الأشخاص فقط. ويجب على الموظفين أن يفعلوا بالضبط ما يُطلب منهم وحسب دون نقاش.
ويعد القادة العسكريين الأشهر بين القادة الذين يستعملون هذا الأسلوب.
يمكن استخدام هذا الأسلوب مع الموظفين الذين يحتاجون إلى إشراف مكثف ومباشر مثل العاملين أصحاب الخبرة القليلة أو المعدومة.
ولكنه من ناحية أخرى، يمكن أن يحجم الإبداع ويجعل الموظفين يشعرون كما لو أنهم مجرد آلات تتحرك بأوامر مالكها. قد تكون قائدًا يستخدم الأسلوب الأوتوقراطي إذا كنت تمتلك مهارات القيادة التالية:
لديك ثقة عالية بالنفس.
تتواصل مع الآخرين بشكل واضح وصريح.
تجيد وضع القوانين لضبط الأمور وتتبعها بحذافيرها.
يمكنك إنشاء بيئة عمل شديدة التنظيم والالتزام.
يمكن الاعتماد عليك لإنجاز الأمور على أكمل وجه.
المزايا: تخفيف الأعباء عن الموظفين من خلال اتخاذ القرارات بأنفسهم ورفع مستوى الانتاجية والكفاءة وتوفير بيئة عمل منظمة منضبطة خالية من أخطاء العمل.
العيوب: يشعر القادة الذين يستخدمون هذا الأسلوب بالضغط والتوتر معظم الوقت لأنهم يتولون مسؤولية كل شيء. وبسبب افتقارهم للمرونة وعدم مشاركة الآخرين، فغالبًا ما يستاء الموظفون الآخرون منهم.
خامسًا: أسلوب عدم التدخل Laissez-faire style
بخلاف الأسلوب الأوتوقراطي، فإن هذا الأسلوب يعتمد على توزيع أعباء العمل على الموظفين وتفويضهم للقيام بالمهمات بالكيفية التي يرونها ملائمة بقليل من الإشراف أو عدم وجوده. وذلك لأن القادة الذي يعتمد سياسة عدم التدخل يكرس وقته للعمل على مشاريع أخرى.
قد يتبنى المدير هذا الأسلوب عندما يكون أعضاء فريقه من أصحاب الخبرات الطويلة وبالكاد يحتاجون إلى أي إشراف. ولكن، إذا لم يكن لدى الفريق توقعات واضحة بشأن أهداف العمل النهائية، فقد يؤدي ذلك إلى هبوط في مستوى الإنتاجية.
قد تكون قائدًا يعتمد سياسة عدم التدخل إذا كنت:
توفر موارد وأدوات العمل لفريقك بشكل كافي.
تقدم النقد البناء، وتطور بيئة عمل مستقلة.
تشجع الفريق على أخذ المبادرة وتنمي فيهم مهارات القيادة.
المزايا: يعزز هذا الأسلوب من الاعتماد على النفس وتحمل المسؤولية وسرعة اتخاذ القرارات ويوفر بيئة عمل صحية مريحة تؤدي إلى إنتاجية ومستوى ابداع عال.
العيوب: لا يلائم هذا الأسلوب الموظفين المبتدئين أو أصحاب الخبرة القليلة، وذلك نظرًا لحاجتهم إلى المتابعة والإرشاد بشكل دائم.
سادسًا: الأسلوب الديموقراطي
ما بين الأسلوب الأوتوقراطي الذي تعتمد فكرته على اتخاذ القرارات من قبل القائد وحده، وأسلوب عدم التدخل الذي يفوض الخبراء للقيام بعملهم واتخاذ القرارات الملائمة بأنفسهم.
هناك الأسلوب الديموقراطي الذي يجمع ما بين الأسلوبين من خلال الاستماع إلى آراء الموظفين أولًا واتخاذ القرار النهائي من قبل القائد.
قد يلائمك هذا الأسلوب إذا كنت:
تهتم بعقد اجتماعات مع الموظفين والاستماع إلى آرائهم ومقترحاتهم فيما يخص أمور الشركة.
تعرض على الموظفين القرارات النهائية وتستمع إلى آرائهم بشأنها.
تتحلى بالمرونة والعقلانية.
توفر بيئة عمل تعتمد على مشاركة جميع الموظفين.
المزايا: يمنح الأسلوب الديموقراطي الموظفين شعورًا بالأهمية والتقدير لأن رأيهم يؤخذ بعين الاعتبار مما يجعلهم جزءًا من عملية صنع القرار. وهذا بدوره يعزز من ولائهم للمنظمة. ونظرًا لاعتماد هذا الأسلوب على المشاركة والنقاش، فإنه يكون ملائمًا للصناعات التي تحتاج إلى الإبداع والابتكار مثل صناعة التكنولوجيا.
العيوب: قد يكون مكلفًا وغير فعال في بعض الأحيان لأنه يستغرق الكثير من الوقت لتنظيم الاجتماعات والحصول على الآراء ودراستها للوصول للحل الأنسب. بالإضافة إلى أنه يجعل الموظفين الذين لا يجيدون التعبير عن آرائهم يشعرون بعدم الراحة والضغط.
سابعًا: أسلوب ضبط وتيرة العمل Pacesetter style
يعد أحد أكثر الأساليب الفعالة لتحقيق نتائج سريعة. إذ يركز القادة الذين يتبعون هذا الأسلوب على الأداء بشكل أساسي. كما أنهم يحددون معايير مرتفعة للموظفين ويجعلون أعضاء الفريق مسئولين بشكل كامل عن تحقيق أهدافهم.
قد تكون قائدًا يتبع هذا الأسلوب إذا امتلكت مهارات القيادة التالية:
تضع الأهداف نصب عينيك دائمًا وتركز عليها.
على أتم الاستعداد لفعل أي شيء لتحقيق هدفك.
ذو كفاءة عالية، وتفضل جودة الأداء على امتلاك المهارات الناعمة.
المزايا: يدفع تحديد وتيرة العمل الموظفين إلى العمل بجد لتحقيق أهداف العمل المطلوبة.
العيوب: قد يؤدي هذا الأسلوب إلى شعور الموظفين بالتعب والإرهاق بسبب وجود المواعيد النهائية طيلة الوقت.
ثامنًا: الأسلوب التحوّلي Transformational style
يشبه إلى حد كبير أسلوب التدريب من حيث التركيز المكثف على التواصل الدائم والمباشر مع الموظفين وتحفيزهم ووضع أهداف العمل. ولكن بدلًا من التركيز على الأهداف الفردية يهتم القائد بتحقيق أهداف المنظمة.
ونظرًا لأن هذا الأسلوب يركز على الأهداف الكبيرة الشاملة، فإنه يلائم الموظفين الخبراء الذين يستطيعون العمل على مهام ومشاريع ضخمة يتخذون فيها القرارات بأنفسهم دون الحاجة إلى إشراف مباشر.
قد تكون قائدًا يلائمه استخدام هذا الأسلوب إذا كنت تمتلك مهارات القيادة التالية:
تحافظ على الاحترام المتبادل بين أعضاء فريقك.
تقدم التشجيع والتحفيز لأعضاء الفريق.
مبدع وتلهم الآخرين لتحقيق الأهداف.
المزايا: يعزز هذا الأسلوب من الروابط الشخصية بين أعضاء الفريق مما يخلق بيئة عمل إيجابية تزيد من ولاء الموظفين ورغبتهم في البقاء في المؤسسة.
تاسعًا: أسلوب المعاملات
يركز هذا الأسلوب على الأداء في العمل بشكل خاص ومكثف. فالقائد الذي يتبنى أسلوب المعاملات يعلن عن مكافأت وحوافز مالية لأصحاب النتائج الأفضل، بينما تكون هناك إجراءات تأديبية لمن يفشل في تحقيق أهدافه في العمل أو يقدم أداءً أقل من المقبول.
لضمان تقديم أفضل أداء،
يولي القادة اهتمامًا كبيرًا بتقديم التوجيه والإرشاد اللازمين للموظفين لرفع مستوى أدائهم وعمل التدريبات الدورية لتحسين مهاراتهم الحالية وجعلهم يكتسبون مهارات جديدة. قد تكون قائدًا يلائمه أسلوب المعاملات إذا كنت تمتلك المواصفات مهارات القيادة التالية:
تركز في أدق تفاصيل العمل والموظفين بشكل عميق.
ذو شخصية واقعية وعملية.
المزايا: يسهل أسلوب المعاملات عملية تحقيق الأهداف من خلال تخطيط أهداف قصيرة المدى ووضع هيكل عمل محدد.
العيوب: يمكن أن يؤدي العمل على الأهداف قصيرة المدى وحدها وعدم وضع أهداف طويلة الأجل أو أي خطط مستقبلية إلى جعل الشركة تتكبد خسائر فادحة في حال لم تسر أمور العمل على ما يرام.
عاشرًا: الأسلوب البيروقراطي
يتشابه هذا الأسلوب مع الأسلوب الأوتوقراطي في أن الموظفين يتبعون إجراءات وقواعد العمل بحذافيرها وبدقة كما هي مكتوبة تمامًا. إذ يعتمد الأسلوب البيروقراطي على التسلسل الهرمي والمهام الوظيفية المقررة لكل مستوى وظيفي.
قد تكون قائد يلائمه الأسلوب البيروقراطي إذا كنت تمتلك مهارات القيادة التالية:
تتمتع بالإرادة القوية.
تلتزم بتطبيق أخلاقيات العمل.
تتحلى بالانضباط الذاتي.
المزايا: يعد الأسلوب البيروقراطي ملائمًا للتطبيق في المنظمات التي تحتاج إلى تفرض قواعد وأنظمة صارمة يجب اتباعها بحذافيرها. فوجود قائمة مهام ومسؤوليات وظيفية محددة بوضوح لكل موظف في الشركة يؤدي إلى تأدية العمل على أكمل وجه.
العيوب: قد يشعر الموظفين بالكثير من التقييد ويفقدون قدرتهم على الإبداع. كما أن هذا الأسلوب لا يلائم بيئة العمل الديناميكية المتغيرة.
كيف تحدد أسلوب القيادة المناسب لك؟
إذا ما زالت تشعر بالحيرة بخصوص أسلوب القيادة الملائم لك، فهناك بعض الأسئلة التي تحتاج إلى طرحها على نفسك لتلقي لك إجاباتها بعض الضوء على الأسلوب الملائم.
وقد تكون تلك الأسئلة كالتالي:
أيهما تقدر أكثر العلاقات أم الأهداف؟
هل تفضل اتخاذ القرارات بشكل فردي أم جماعي؟
هل تركز على الأهداف قصيرة أم طويلة المدى؟
كيف يبدو فريق العمل المثالي من وجهة نظرك؟
تريث قبل الإجابة عن تلك الأسئلة وامنح نفسك الوقت الكافي للعثور على الإجابة الصحيحة التي لا تحمل مجالًا للشك. إذ تساعدك الإجابات الواضحة على الوصول إلى هدفك بسهولة. وإذا كنت تسعى للتحسين والتطوير من أسلوب القيادة الذي تتبعه حاليًا، فهناك بعض الاستراتيجيات التي يمكنك تطبيقها مثل:
التجربة: حاول تجرِبة الأساليب الأخرى في ظروف مختلفة ولاحظ النتائج وسجلها لتقارن بينها فيما بعد. لا تخف من تجرِبة شيء جديد وأكمل التجربة للنهاية لتحصل على نتائج صحيحة.
استشر أحد الخبراء: تحدث مع قائد يتمتع بخبرة أكثر منك أن يقدم نظرة ثاقبة حول كيفية تطوير أسلوبهم وما الذي نجح معهم.
اسأل الموظفين عن آرائهم: الاستماع إلى الملاحظات والآراء البناءة سيساعدك على إدراك الأخطاء التي فاتتك لتعمل على إصلاحها وتصبح قائدًا أفضل.
لذا ابحث عن من تثق بهم وبآرائهم لمنحك إجابات صريحة.
كن على طبيعتك: إذا كنت تحاول تبني أسلوب قيادة لا يلائم شخصيتك أو يتعارض مع مبادئك، فسيظهر ذلك جليًا في قراراتك المتذبذبة المتناقضة. مما ينعكس بالسلب على مصداقيتك كقائد.
لذا، حاول اختيار أسلوب قيادة يدعم نقاط قوتك ويبرزها.
هناك بعض أساليب القيادة التي تناسب صناعة أو مجال معين دونًا عن غيره مثل الأسلوب الأوتوقراطي الذي يلائم المؤسسات العسكرية. وعلى النقيض، ففي بعض الأحيان يكون مزج أكثر من أسلوب معًا هو الأسلوب الأمثل.
يعتمد اختيار أسلوب القيادة أيضًا على طبيعة بيئة العمل وأداء الموظفين وخبرتهم وطبيعة الموقف الذي يحتاج منك إلى قرار نهائي.
لذا، ضع في حسبانك بأن القادة أو المدراء قد يعتمدون على أساليب قيادة متنوعة تختلف باختلاف الأهداف التي يرغبون في تحقيقها والكيفية الأفضل للوصول إلى تلك الأهداف. وبالتالي، فإنه من المهم لك فهم كل أسلوب من أساليب القيادة والتنويع بينها إن لزم الأمر.
طرق لتطوير مهارات القيادة
فيما يلي 8 خطوات مهمة يجب عليك اتخاذها لتطوير مهارات القيادة لديك:
1. حدد أسلوب القيادة الخاص بك
كما ذكرنا من قبل فإن القادة يتبعون مجموعة متنوعة من أساليب القيادة لتوجيه والمؤسسات بنجاح. ابدأ أولًا باختيار أحد تلك الأساليب بما يتناسب مع خبراتك، شخصيتك وأهدافك المستقبلية وأهداف شركتك. فمثلًا، يمكنك أن تكون قائدًا مدربًا من خلال التعرف على أعضاء فريقك جيدًا وتحفيزهم لبذل قصارى جهدهم. أو يمكنك أن تعمل كقائد ديمقراطي من خلال إلهام موظفيك لتنفيذ أفكارهم المستقبلية.
2. اجعل القراءة عادة دائمة لك
تساعد القراءة على توسيع المفاهيم والمدارك وتمد الآخرين بالمعلومات التي يحتاجونها عن أي شيء يودون معرفته. أنشيىء قائمتك الخاصة من الكتب المتعلقة بالقيادة بداية من التعريف مرورًا بأساليب القيادة وانتهاءًا بأفكار ونصائح لتطوير مهارات القيادة لديك. تابع أيضًا المدونات التي تتحدث عن القيادة وابق نفسك على اطلاع بكل جديد دائمًا لكي تطور من مهاراتك بشكل مستمر يلائم متغيرات عالم الأعمال.
3. احصل على بعض التدريب العملي
يمكن أن تساعدك القراءة على الحصول على معلومات مفيدة لتنمية مهاراتك، أما التدريب العملي فسيمكنك من استغلال تلك المعلومات والاستفادة منها بشكل تفاعلي لتعلم القيادة. فكر في الانضمام إلى برنامج تدريبي إذ يمكنك التحدث مع الخبراء وممارسة مهاراتك الجديدة.
4. اعمل على مهاراتك الشخصية
حدد المهارات الشخصية التي تحتاجها للنجاح وأيها يحتاج إلى تحسين. فقد تحتاج إلى تحسين مهارات الاتصال أو قدرات اتخاذ القرار مثلًا. إذ يمكنك استخدام مهاراتك الشخصية لإدارة الفريق بشكل أكثر فاعلية وتنظيم سير العمل ومساعدة الموظفين على تحسين أنفسهم من أجل التطور في مكان العمل.
5. حدد الأهداف وتابع التقدم
يمكن أن تساعدك هيكلة نهج العمل على تحسين مهارات القيادة بشكل أكثر كفاءة. اعمل على تحديد أهداف لمبادراتك القيادية وتابع تقدمك باستمرار عقب كل محاولة. فمثلًا، حاول وضع هدف عملي ومعقول كإكمال دورة تدريبية كل 3 أشهر أو قضاء ساعتين كل أسبوع في قراءة كتب عن القيادة. أضف هذه المهام إلى جدولك وسجل ما تعلمته وما حسنته.
6. اطلب المزيد من المسؤوليات
إذا كنت تسعى إلى تطوير مهاراتك بتطبيق ما تعلمته، فحاول أن تطلب من مديرك المزيد أن يوكل إليك المزيد من المسؤوليات في وظيفتك الحالية والتي تتطلب ممارسة القيادة حتى تتمكن من استخدام قدراتك الجديدة ووضعها قيد العمل.
يمكنك أن تطلب عقد اجتماع أو أن تتولى قيادة مشروع أو أن تعمل على بعض المهام الجديدة التي لم تعمل عليها من قبل لكي تحفزك على الإبداع وتضع أسلوبك في القيادة موضع التنفيذ. وهذا يسمح لك بتحديد نمط القيادة الذي تفضله.
7. ابحث عن فرص تطوعية
تساعدك ممارسة مهاراتك خارج العمل على إتقان القيادة كما يفعل العمل تمامًا. لذا، فكر في البحث عن فرص تطوعية تسمح لك بإدارة الفرق وتولي المشاريع. فمثلًا، يمكنك التطوع لإدارة مشروع لمؤسسة غير ربحية. وبغض النظر عن المجال الذي تطوعت للعمل به، سيساعدك ذلك على تحسين مهاراتك القيادية كما أنها تعد خبرة جيدة لإضافتها إلى سيرتك الذاتية.
8. كون علاقات مع قادة المؤسسات الأخرى
يساعدك التواصل مع القادة الآخرين في نفس مجال عملك على تطوير مهاراتك بالحديث عن العمل واستراتيجيات القيادة إذ يمكنك دائمًا سؤالهم عن خبراتهم لمعرفة كيفية التعامل مع التحديات وحل المشكلات بفاعلية. اسألهم عن الصعوبات التي يواجهونها في العمل وإنجازاتهم التي يفتخرون بها وأهدافهم المستقبلية وأبرز الأخطاء التي وقعوا فيها وكيف تداركوا الأمر، يمكنك أيضًا أن تطلب بعض النصائح حول القيادة.
تعليقات